الإجازات الهندية وتراجم علمائها – عمر بن محمد سراج حبيب الله

قياسي

تعريف بقلم: سيد عبد الماجد الغوري

هذا الكتابُ بمثابة موسوعةٍ حافلةٍ في إجازات علماء شِبْه القارَّة الهندية وتَرَاجِمهم الْمُختصَرة، يقع في سبع مجلَّدات، وقد طالعتُ بعضها أيام العيد، والكتابُ تحفةٌ قيمةٌ للمُعتنين بالأثبات والْمَشْيَخَات والإجازات الحديثيّة. طُبع في دار المحدِّث بالرياض ومكتبة نظام يعقوبي الخاصَّة بالمنامة في البَحْرَين، عام 1443ﻫ.

واختار المؤلِّفُ شِبْهَ القارَّة الهندية مجالاً لعَمَله الجليل هذا؛ لأنَّها البلادُ التي صارت مدارَ الرِّوايةِ الحديثيةِ السَّمَاعيةِ الْمُجوَّدةِ عند المحدِّثين المتأخّرين، وسَبَقَتْ سِوَاها في مجال خدمة الحديث النبويّ وحفظِ أصوله وطباعتِها وشُرُوحِها…، وقد تصدَّى لهذا المشروعِ العظيمِ العالِمُ البَحَّاثة الشيخ عُمَر بن محمَّد سِرَاج حبيب الله، فجزاه الله عن ذلك خير الجزاء وأجزله.

وقد تحدَّث الشيخ محمَّد زياد بن عُمَر التُّكْلَة في مقالٍ عن منهج المؤلِّف في تأليف هذا الكتاب النفيس، وإليكم مُلخَّصَه بتصرُّفٍ وزيادةٍ من مُسوَّدة المجلَّد الرابع من كتابي “المدخل إلى مصادر الحديث ومراجعه”:

1 – قام المؤلِّفُ بنَشْر وتحقيق ما تحصَّل عليه من جمعٍ دَؤُوبٍ لنُصُوص الإجازات الحديثية – لا غيرها – في شِبْه القارَّة الهندية، ووسَّع الشَّرْطَ بحيث أدخل فيه مَن كان أحد طَرَفي الإجازة – الْمُجِيز أو الْمُجَاز-  منسوباً للهند الكبرى – قبل انقسامها إلى “باكستان” ثم و”بَنْغَلاَدَيْش” -، أو مُتوطِّناً فيها، واستثنى من ذلك بلادَ السِّنْدِ.

2 – رتَّب الكتابَ على تواريخ الإجازات نُزُولاً من سنة 1399ﻫ إلى سنة 999ﻫ، وهذا الترتيبُ وإنْ كان غير مُعتادٍ في كتب التَّرَاجِم؛ ولكن مُؤلِّفه تقصَّده ليُدخِل طبقةَ كبار الْمَشَايِخ المعاصرين في شرط الكتاب، وهذا من كمال الإفادة والنُّصْح؛ لأنَّ فيه الدِّلالة على كثيرٍ من الرِّوايات المعاصرة، الباقية والْمُوازَية، ليستفيد منها الطَّلَبَةُ والباحثون.

3 – قام بالتعليق على كثيرٍ من الإجازات، والتنبيهِ على كَمٍّ هائلٍ من الأخطاء والأوهام.

4 – قام بتحرير تَرَاجِم كُلٍّ من الْمُجِيز والْمُجَاز من الهنود، تَرَاجِم مُتوسّطة غالباً، ولكن فيها عنايةُ تامّةٌ بأمر تحرير الرِّواية، والتفريقِ بين شُيُوْخ الدِّراية والرِّواية، والحرصِ على ضَبْط المسموعات، وهذا أمرٌ قَلَّ مَن يهتمّ به من أهل التَّرَاجِم المتأخّرة. وفي أثناء ذلك تَرْجَمَ لكثيرين في الهوامش أثناء التَّرَاجِم الرئيسة.

5 –  خَتَم التَّرَاجِمَ بالاتِّصال الإسنادي إلى صاحبها.

6 –  حَفَل الكتابَ بمئات الوثائق النَّفيسة، ومن أَهمِّها صُوَر الإجازات التي نَسَخها وحقَّقها، وصُوَر كثيرٍ من الْمَشَايِخ، والْمَدَارِس، والأبنية والشَّواهد التاريخية، والخطوط، وفوائد أخرى متَّصلة، مما يَهُمّ الباحث في التَّرَاجِم والأسانيد، وكثيرٌ من هذه الوثائق تُنشَر للمرَّة الأولى.

7 – بَدَأ الكتابَ بتمهيدٍ سَرَد فيه تاريخيّاً مناهجَ التَّدريسِ والكتب المعتمدة في التَّدريس غالباً في الهند، إلى وقت انتشار “الدَّرْس النِّظَامِيّ” الذي سادَ البلادَ – وأورد أيضًا مَسْرَدَ المناهج وأنصبة التَّدريس في كبريات الجامعات والمدارس الهندية مِثل: “دار العلوم ديُوبَنْد الإسلامية”، و”جامعة مَظَاهِر العلوم” بسَهَارنْفُور، و”الجامعة الإسلامية” بدَابِهيْل، و”المدرسة الرحمانية” بدابِهيل، و”دار العلوم نَدْوة العلماء” بلَكْنُو، و”الجامعة السَّلَفية” ببَنَارَس؛ليتُعرَّف عَبْرَها على المسموعات.

8 – ألحق كتابَه بعَمَلٍ جليلٍ نبيلٍ، وهو سَرْدُ مئة وخمسين صفحةٍ من استدعاءاته الهندية التي حصَّلها خلال رحلاته المتتابعة للهند وغيرها، وذَكَر أثناء ذلك تَرَاجِم هؤلاء الْمُجِيزين المعاصرين، وحرَّر مرويّاتِهم.

9 – خَتَم الكتابَ بسَرْدٍ لأشهر المصادر العربية التي اعتمدها ، ثم سَرَد فهارسَ للآيات، وللأحاديث والآثار، والأشعار، والكُتُب، والتَّرَاجِم. ثم عَمِلَ فهرساً للأعلام الواردين في الكتاب، إضافةً لفهرس المواضيع العامَّة.

أضف تعليق